- Get link
- X
- Other Apps
- Get link
- X
- Other Apps
لماذا شرع الله الصيام؟
يقول الشيخ محمد الغزالي، شرع الصيام للناس فطامًا لأنفسهم عن شهواتها المألوفة؛ وقهرًا لعاداتها المستحكمة؛ وتدريبًا للإرادة في صراعها مع الغرائز السفلى؛ وإطلاقًا للروحانية الحبيسة في سجن الضرورات المتكرِّرة أبدًا؛ ضرورات الغذاء، والكساء … وكأن الإسلام يريد إشعارَ الإنسان بأصله العريق المنبثق من روح الله، ويريد تحريره من آصار الأرض، ويريد أن يجعل من أيام هذا الشهر المبارك فُرَصًا للتزوُّد من عناصر السمو، ومعاني الطهر، وادِّخار مقدار من ذلك يبقى مع المرء طول السنة، كما تُدَّخَر قوى الكهرباء في مستودعاتها – عندما تملأ بكمية ضخمة – فتظل تضيء وتحرك … حتى إذا فرغت، مُلئت (البطارية) ثانيةً، وهكذا يجيء رمضان فيملأ النفوس خيرًا وتُقًى، كلما ضعفت فيها دوافع البر والتقوي.
ولقد ذكر الشيخ محمد الغزالي «أن الإسلام شرع الصيام للناس؛ كي يدربهم على قيادة شهواتهم، لا الانقياد لها. ومن هنا حرم على المؤمنين من مطلع الفجر إلى أول الليل أن يجيبوا أقوى رغائبهم، وأن يتمرنوا الحرمان الموقوت، وأن يتدربوا عمليا على فهم الحديث الجليل حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات «تيسير الوصول». والصيام امتناع عن أمور.. والامتناع عنصر سلبي لا يراه الناس، عادة إنه سر باطن كالإخلاص ما يعرفه إلا علام الغيوب. وذلك تفسير ما ورد في الحديث القدسي: الصوم لي. إنه امتناع عن الطبائع المادية للبطن والفرج. وهو كذلك امتناع عن مطاوعة طبائع الغضب والاستفزاز، والصائم ساكن وقور، وذاك أعون له على ذكر الله، وصفاء النفس. وتجد ذلك كله في الحديث المشهور. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.. الصوم ليس تعذيبا جسمانيا، وليس تعطيلا عن عمل، إلا إذا اعتبرنا الرياضة البدنية محاولات لهدم الجسم الإنساني وتعجيزه عن أداء الواجبات..! الصوم رياضة لها هدف، وغراس ترجى منه ثمار.. الصوم مشقة محدودة لتدريب الناس على المعنويات العالية، وتعليمهم كيف يفعلون الخير ويتركون الشر، أو كيف يعشقون الحسن ويكرهون القبيح، أو كيف يسارعون إلى مرضاة الله ويفرون من مساخطه.. إنه ليس معركة مبهمة ضد الجسد، ولكنه خطة واضحة لتزكية القلب ودعم الإيمان، واحتساب التعب عند الله لا عند أحد من الناس.. وفي هذا الجو من ترشيح النفوس للتقوى، والعزوف بها عن الشهوات الدنيا، والتحليق بها إلى مصاف الملائكة، يذكر أن القرآن نزل في هذا الشهر، وأن على المؤمنين بعد أن يقضوا سحابة النهار على ما وصفنا أن يصفوا أقدامهم في المحاريب، ويرطبوا ألسنتهم بتلاوة الكتاب العزيز.
وفي حديث للشيخ الغزالي أعده وحرره عبدالقادر نور من الجزائر يتحدث فيه الشيخ رحمه الله عن شريعةٌ الصيام يقول إنها شريعة رفيعة القدْر، عظيمة الأجر، تذكّر الإنسان بنسَبه السماوي وأصله الروحاني، متسائلا: أليس الإنسان نفخةً من روح الله الأعلى، وقبسًا من نوره الأسنى؟ بلى إنه كذلك، ولكنه ينسى، وتغلبه طبيعة الحمأ المسنون، فيجيء شهر الصيام ليقول للإنسان اضبطْ شهواتك، واجعل غرائزك تُقاد ولا تقودك، اجعلها تحت هيمنة الفكر الرشيد والتصرّف السديد. الصيام الذي شرعه الله يُحاط بجوٍّ نقيّ من الأدب، أدب الصّمت الذي يجعل الإنسان لا يخوض في النواحي الجِنسية، وهو ما يُسمّى بالرَّفث، ويجعل الإنسان يلوذ بأدب الصّمت في النواحي الأخرى، فيبتعد عن الثرثرة واللغو والمجون، ويجعل الإنسان يؤْثر الصّفح والسّماحة، فإذا شاجره أحد أو خاصمه أبى أن يستجيب لنوازع الشيطان ونوازع الشّر: وهذا معنى الحديث القُدُسي: «إذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفُث ولا يصخبْ، وإن أحد سابّه أو شاتمه، ]فليتذكّر الحال التي رفعه الله إليها وليقل: إني صائم، إني صائم» ومن ثم فالصيام على هذا النحو ؟كما وصفنا- عبادة رفيعة القدر، عظيمة الأجر، ولهذا يقول الله تبارك اسمه في الحديث القُدُسي: «الصوم لي وأنا أجزي به».
ويستطرد الشيخ محمد الغزالي قائلا: لكن هناك فرقا بين الصوم الذي شرعه الله، والصوم الذي يؤدّيه المسلمون الآن، ونحن لا نتفلسف بل نواجه أمتنا بالأمر الواقع، ونريد منها أن تجيب في صراحة، هل هذا الشهر شهر صيام، أم شهر طعام؟ إذا كان الإنسان خلال السنة يُدخل جوفه ثلاثة كيلوغرامات من الأطعمة والأشربة، ثم جاء شهر رمضان، فإذا هو يجوع كثيرا ويعطش كثيرا.. ليأكل كثيرا ويشرب كثيرًا، فإذا الذي يدخل بطنه أربعة كيلوغرامات من الأطعمة والأشربة، أو ثلاثة كيلوجرامات ونصف مثلا، هل يُعتبر الرجل قد صام وهو قد زاد في القدر الذي يدخله في جوفه عمّا يقع له طول السنة؟ وكان المفروض فيه أن يجنح الإنسان إلى شطره الأعلى وخصائصه السماوية، ويقيم هُدنةً مؤقّتةً مع معركة الخبز التي تنتشر في المشارق والمغارب، والتي تدور رحاها بين الناس فلا تنتهي لها ضجّة، الناس تخدم الآن أجسامها بقدرة ورغبة. ويؤكد الشيخ الجليل أننا بذلك لا نُعلن حربًا على الجسد، ولكن لا نريد أن يكون الإنسان عبدًا لجسده، ولا خادما لشهواته، ولا محبوسا في مصيدة الغرائز الدنيا التي احتبس الناس فيها، والتي أغرتهم الحضارة الحديثة بألا يتجاوزوها، وهذا خطأ. وللحديث بقية.
thewaytoenglish2020.blogspot.com
يقول الشيخ محمد الغزالي، شرع الصيام للناس فطامًا لأنفسهم عن شهواتها المألوفة؛ وقهرًا لعاداتها المستحكمة؛ وتدريبًا للإرادة في صراعها مع الغرائز السفلى؛ وإطلاقًا للروحانية الحبيسة في سجن الضرورات المتكرِّرة أبدًا؛ ضرورات الغذاء، والكساء … وكأن الإسلام يريد إشعارَ الإنسان بأصله العريق المنبثق من روح الله، ويريد تحريره من آصار الأرض، ويريد أن يجعل من أيام هذا الشهر المبارك فُرَصًا للتزوُّد من عناصر السمو، ومعاني الطهر، وادِّخار مقدار من ذلك يبقى مع المرء طول السنة، كما تُدَّخَر قوى الكهرباء في مستودعاتها – عندما تملأ بكمية ضخمة – فتظل تضيء وتحرك … حتى إذا فرغت، مُلئت (البطارية) ثانيةً، وهكذا يجيء رمضان فيملأ النفوس خيرًا وتُقًى، كلما ضعفت فيها دوافع البر والتقوي.
ولقد ذكر الشيخ محمد الغزالي «أن الإسلام شرع الصيام للناس؛ كي يدربهم على قيادة شهواتهم، لا الانقياد لها. ومن هنا حرم على المؤمنين من مطلع الفجر إلى أول الليل أن يجيبوا أقوى رغائبهم، وأن يتمرنوا الحرمان الموقوت، وأن يتدربوا عمليا على فهم الحديث الجليل حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات «تيسير الوصول». والصيام امتناع عن أمور.. والامتناع عنصر سلبي لا يراه الناس، عادة إنه سر باطن كالإخلاص ما يعرفه إلا علام الغيوب. وذلك تفسير ما ورد في الحديث القدسي: الصوم لي. إنه امتناع عن الطبائع المادية للبطن والفرج. وهو كذلك امتناع عن مطاوعة طبائع الغضب والاستفزاز، والصائم ساكن وقور، وذاك أعون له على ذكر الله، وصفاء النفس. وتجد ذلك كله في الحديث المشهور. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.. الصوم ليس تعذيبا جسمانيا، وليس تعطيلا عن عمل، إلا إذا اعتبرنا الرياضة البدنية محاولات لهدم الجسم الإنساني وتعجيزه عن أداء الواجبات..! الصوم رياضة لها هدف، وغراس ترجى منه ثمار.. الصوم مشقة محدودة لتدريب الناس على المعنويات العالية، وتعليمهم كيف يفعلون الخير ويتركون الشر، أو كيف يعشقون الحسن ويكرهون القبيح، أو كيف يسارعون إلى مرضاة الله ويفرون من مساخطه.. إنه ليس معركة مبهمة ضد الجسد، ولكنه خطة واضحة لتزكية القلب ودعم الإيمان، واحتساب التعب عند الله لا عند أحد من الناس.. وفي هذا الجو من ترشيح النفوس للتقوى، والعزوف بها عن الشهوات الدنيا، والتحليق بها إلى مصاف الملائكة، يذكر أن القرآن نزل في هذا الشهر، وأن على المؤمنين بعد أن يقضوا سحابة النهار على ما وصفنا أن يصفوا أقدامهم في المحاريب، ويرطبوا ألسنتهم بتلاوة الكتاب العزيز.
وفي حديث للشيخ الغزالي أعده وحرره عبدالقادر نور من الجزائر يتحدث فيه الشيخ رحمه الله عن شريعةٌ الصيام يقول إنها شريعة رفيعة القدْر، عظيمة الأجر، تذكّر الإنسان بنسَبه السماوي وأصله الروحاني، متسائلا: أليس الإنسان نفخةً من روح الله الأعلى، وقبسًا من نوره الأسنى؟ بلى إنه كذلك، ولكنه ينسى، وتغلبه طبيعة الحمأ المسنون، فيجيء شهر الصيام ليقول للإنسان اضبطْ شهواتك، واجعل غرائزك تُقاد ولا تقودك، اجعلها تحت هيمنة الفكر الرشيد والتصرّف السديد. الصيام الذي شرعه الله يُحاط بجوٍّ نقيّ من الأدب، أدب الصّمت الذي يجعل الإنسان لا يخوض في النواحي الجِنسية، وهو ما يُسمّى بالرَّفث، ويجعل الإنسان يلوذ بأدب الصّمت في النواحي الأخرى، فيبتعد عن الثرثرة واللغو والمجون، ويجعل الإنسان يؤْثر الصّفح والسّماحة، فإذا شاجره أحد أو خاصمه أبى أن يستجيب لنوازع الشيطان ونوازع الشّر: وهذا معنى الحديث القُدُسي: «إذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفُث ولا يصخبْ، وإن أحد سابّه أو شاتمه، ]فليتذكّر الحال التي رفعه الله إليها وليقل: إني صائم، إني صائم» ومن ثم فالصيام على هذا النحو ؟كما وصفنا- عبادة رفيعة القدر، عظيمة الأجر، ولهذا يقول الله تبارك اسمه في الحديث القُدُسي: «الصوم لي وأنا أجزي به».
ويستطرد الشيخ محمد الغزالي قائلا: لكن هناك فرقا بين الصوم الذي شرعه الله، والصوم الذي يؤدّيه المسلمون الآن، ونحن لا نتفلسف بل نواجه أمتنا بالأمر الواقع، ونريد منها أن تجيب في صراحة، هل هذا الشهر شهر صيام، أم شهر طعام؟ إذا كان الإنسان خلال السنة يُدخل جوفه ثلاثة كيلوغرامات من الأطعمة والأشربة، ثم جاء شهر رمضان، فإذا هو يجوع كثيرا ويعطش كثيرا.. ليأكل كثيرا ويشرب كثيرًا، فإذا الذي يدخل بطنه أربعة كيلوغرامات من الأطعمة والأشربة، أو ثلاثة كيلوجرامات ونصف مثلا، هل يُعتبر الرجل قد صام وهو قد زاد في القدر الذي يدخله في جوفه عمّا يقع له طول السنة؟ وكان المفروض فيه أن يجنح الإنسان إلى شطره الأعلى وخصائصه السماوية، ويقيم هُدنةً مؤقّتةً مع معركة الخبز التي تنتشر في المشارق والمغارب، والتي تدور رحاها بين الناس فلا تنتهي لها ضجّة، الناس تخدم الآن أجسامها بقدرة ورغبة. ويؤكد الشيخ الجليل أننا بذلك لا نُعلن حربًا على الجسد، ولكن لا نريد أن يكون الإنسان عبدًا لجسده، ولا خادما لشهواته، ولا محبوسا في مصيدة الغرائز الدنيا التي احتبس الناس فيها، والتي أغرتهم الحضارة الحديثة بألا يتجاوزوها، وهذا خطأ. وللحديث بقية.
الصوم والنصر عند الغزالي
الغزالي رحمه الله تعالى, يرى بأن الصوم سبب رئيسي من أسباب النصر , وقد انطلق رحمه الله في ذلك من منطلقين اثنين :
ـ الأول أن الصوم فيه محاربة واضحة للشيطان , والشيطان بعتبر عدوا لله تعالى , وفي قمعه ومحاربته نصرة لله تعالى , والله عز وجل شرط نصرته لعبده , إذا تعب العبد في سبيل ذلك , وقدم نصرة لله عز وجل , فالجهد من العبد , والهداية , والنصرة من الرب , كماهو صريح القرآن. ( ففي قمع عدو الله نصرة لله سبحانه وناصر الله تعالى موقوف على النصرة له قال الله تعالى {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} فالبداية بالجهد من العبد والجزاء بالهداية من الله عز وجل ولذلك قال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} ) ( إحياء علوم الدين ج1 ص 232)
ـ والمطلق الثاني أن التغير الذي شرطه الله لنقل الناس من حالة إلى حالة أحسن , إنما يتم بالقضاء , على الشهوات لأنها مرتع الشياطين , وهي سبب الغفلة , والهزيمة , والبعد عن الله عزوجل .
وهذه الشهوات لا يمكن القضاء عليها إلا بالصوم لأنه يجفف ينابيعها , ويحرق أصولها , وإذا تم القضاء عليها تم تغيير الأنفس الذي شرطه الله للتغيير . قال تعالى {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
Comments
Post a Comment