عيد الفطر المبارك، عيد تعاطف وتراحم وتآخي

عيد الفطر المبارك


thewaytoenglish2020.blogspot.com








عيد الفطر المبارك، عيد تعاطف وتراحم وتآخي





العيد مظهر خاص لكلِّ أمة: حيث ذكر الدكتور راغب السرجاني قائلًا

فكما تختلف الأمم في مللها وعاداتها تختلف تبعًا لذلك في أعيادها ومواسم الفرح والزينة وأيام البهجة والسرور.
والعيد أيامٌ تعود في ذات الزمان من كلِّ عامٍ وسنة؛ وهي في ديننا مقصورةٌ على الفطر والأضحى كعيدين سنويين، وعلى الجمعة عيدنا الأسبوعي العظيم.




ومن لوازم العيد ومقتضياته الفرح والاجتماع والزينة والتلذذ بالمطاعم والمشارب والتوسعة على الأهل والجيران والشعوب . ومن سمات العيد سمو النفوس وتكاتف المحسنين على إخفاء معالم الفقر والبؤس في هذه الأيام السعيدة بإغناء المحتاجين وإزالة عوزهم؛ حتى لا يتخلفوا عن جماعة النَّاس ولا تفوتهم مباهج العيد ومسراته في صورة مثالية من المسئولية الاجتماعية.

















وتتميز الأعياد الإسلامية عن أعياد الأمم الأخرى وعن الأعياد البدعية بمزايا عدَّة، منها:


- أنَّها ربَّانيةٌ أمر الله سبحانه بها، وبلَّغها الرسول قولاً وفعلاً وإقرارًا لأمته.

- أنَّها تجيء بعد موسمين عظيمين وبعد أداء ركنين من أركان الإسلام.

- أنَّ إطعام الفقراء وإغناءهم في هذين اليومين واجبٌ أو فضيلةٌ تتضاعف بشرف الزمان.

- ليس في أعيادنا استباحةٌ للمحرمات؛ فلنا أن نفرح ونلهو بكلِّ حلالٍ لا حرج فيه على الدِّين أو المروءة.

- أنَّهما يجيئان في جميع فصول السنة كمزيةٍ للتقويم الهجري، خلافًا لأعياد محبوسة على فصول لا تبرحها.

- أنَّها فرصةٌ لاجتماع الأمة على مستويات مختلفة في الصلوات واللقاءات العائلية والإقليمية، أو على الصعيد الطاهر في الموسم الميمون.

- أنَّها خصت بأسماء شرعية، مثل: "الفطر" و"الأضحى" و"يوم الجوائز" و"يوم الحج الأكبر".

- أنَّ العيد عبادةٌ وتعبيرٌ عن السعادة بتمام الطاعة، وسؤال القبول من الربِّ الكريم.

- أعيادنا شرعت لذكر الله وشكره وتكبيره وحمده؛ فهي أنسٌ بالله وفرحٌ بدينه مع ما فيها من جوانب دنيوية.

- الفضائل الكثيرة ليوم الجمعة؛ ويكفي أنَّ الله -سبحانه- أضلَّ عنه أهل الكتاب وهدانا له وجعلهم لنا تبعًا.
















وقد أفاض الدكتور راتب النابلسي في خطبه عن العيد موضحا أن  عماد العيد التعاطف والتراحم والحنان والتآخي والبذل والسخاء.


ليس البلية في أيامنا عجبـــــــا ً بل السلامةُ منها أعجب العجـــب
ليس الجمال بأثواب تزيننـــــــا  إن الجمال جمـــال العلـم والأدب
ليـس الـيتيم الذي قـد مـات  والـده إن اليتيم يتم العقل والحســـــب






عماد العيد التعاطف والتراحم والحنان، والتآخي والبذل والسخاء.
 حُكي أن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ خرج لصلاة العيد، والصبيان يلعبون وفيهم صبي جالس في ناحية يبكي، وعليه ثياب خلقة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الصبي، مالك تبكي ولا تلعبُ مع أترابك فقال له الصبي ولم يعرف أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلِّ عني أيها الرجل، فإن أبي مات في عزوة كذا مع النبي، فتزوجت أمي بزوج غيره، فأصابني ما أصابني فلما رأيت الصبيان يلعبون وعليهم الثياب تجدد حزني وذكرت مصيبتي، فلذلك بكيت، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم من يده وقال له، أباً ترضى أن أكون لك أماً وعليٌ عماً، والحسن والحسين أخوين، فقال: كيف لا أرضى يا رسول الله فحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله، وألبسه أحسن الثياب وزينه، وأطعمه وأرضاه، فخرج مسروراً ضاحكاً يعدو إلى الصبيان فلما رآه رفاقه قالوا له: كنت الآن تبكي، فمالك صرت مسروراً ؟‍‍‍
 فقال: كنت جائعاً فشبعت وعارياً فاكتسيت، ويتيماً فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي فقال الصبيان ليتنا كنا مثلك، واستمر الصبي في تلك الحال حتى انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه فخرج يبكي و يحثو التراب على رأسه ويقول: الآن أصبحت يتيماً، الآن صرت غريباً ".
 وتروي كتب السيرة أن أبا بكر رضي الله عنه ضمَّه إلى نفسه.

 اعلموا أنه ليس بينكم وبين أن تروا من الله ما تحبون إلا أن تعملوا فيما بينكم وبين خلقه ما يحب، وحينئذ لا تعدموا بره ولا تفتقدوا خيره ومن جعل لنفسه حظاً من حسن الظن بالله فقد رَوَّح عن نفسه وكفاه الله كل مؤمنة.

Comments